عنكم وعنّي

كنت على وشك أن أصبح مُشردًا في بلدٍ يبعد مئات آلاف الكيلومترات عن بلدي٫ لكني عندها قد فهمت. 

كنت دائمًا ذلك الطالب المتفوّق في دراسته٫ المحبوب من قبل المعلمات والمعلمين٫ والذي ببكي على اي علامة ناقصة في الشهادة. لكن من ناحية اجتماعيّة لا أكن متفوقًا٫ بل كنت متأخرًا٫ لم يكن لدي أصدقاء٫ كنت طالبًا خجولًا لا يتجرأ على التحدّث أمام أولاد صفّه حتى ولا يملك الشخصيّة اللازمة لتكوين علاقات مع غرباء. 

فترة المُراهقة جلبت معها مصاعب إضافيّة على هذه المُعاناة المُتمثّلة بانعدام الثقة بالنفس. مرّت السنوات ودخلت الجامعة كي أتعلّم موضوعًا سرعان ما كتشفت انه لا يناسبني ولا يحمّسني. ما دفعني إلى ترك التعليم والسفر إلى أستراليا.
هناك حدثت اللحظة المفصليّة في حياتي التي أتحدث عنها في محاضرتي٫ عُدت بعدها إلى بلدي مرفوع الرأس ومنتفخ الصدر مُصممًا على إحداث التغيير الذي خططت له وإيصال رسالتي إلى المجتمع الذي نشأت فيه وربما لكل العالم. 

منذ ذلك الحين نشرت آلاف المنشورات والمقالات التي تتحدّث عن مواضيع اجتماعيّة وأخرى عن أهميّة أخذ المسؤوليّة وصنع قيمة وأهميّة لحياتنا. قمت بتصوير ونشر عشرات الڤيديوهات التي حصدت ملايين المشاهدات وأوصلت صوتي لعشرات آلاف المتابعين في الوطن العربي الذين ينكشفون إلى المحتويات التي أنشرها في فيسبوك٫ انستچرام ويوتيوب. 

أتمنى أن نلتقي في المؤتمر القادم٫ في المشروع المُستقبلي٫ أو في المحاضرة القريبة عليك. حتى ذلك الحين تذكّر ”اللؤلؤ لا يطفوا على سطح الماء٫ لذلك يجب علينا الغوص للحصول عليه. 

Back to top