يعطينا المبنى الاجتماعي الذي قامت البشريّة ببنائه منذ آلاف السنين صورةً سطحيّةً جدًا عن معنى الهويّة الجنسيّة. لقد ربي جميعُنا على وجود جنسين فقط، ذكر وأنثى، وهما مساويان لتعريف رجل وامرأة أو شاب وفتاة.
هذه الصورة تفرض فكرة أنّ الهويّة الجنسيّة هي عبارة عن ”أبيض أو أسود“. لكن، في الحقيقة، يوجد مساحاتٌ كبيرةٌ من اللون الرماديّ بينهما. فهل فعلًا كلمتا رجل وامرأة هما مرادفان لـ”ذكر وأنثى“؟ هل يوجد وظائف محددة للذكور ووظائف محددة للإناث؟ هل فعلاً العلاقة الطبيعية الوحيدة هي العلاقة بين ذكر وأنثى؟
في هذا المقال سوف نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة ونشرح المعنى الحقيقي للهويّة الجنسيّة حسب أبحاث عديدة من علم النفس وعلوم البيولوجيا.
الهويّة الجنسيّة ترمز لكيفيّة تعريف الفرد لذاته من ناحيةٍ جنسيّة، لأنّ لكلّ فردٍ هويّةً جنسيّةً مختلفةً عن الآخر وهي مركبٌ أساسي لهويّة الفرد، تعكس تصوّره ومفهومه الذاتي لجنسانيته. للهويّة الجنسيّة خمسة مركبات، وهي:
المركب الأول: الجنس البيولوجي
الجنس البيولوجي يحدّد الفرد حسب الأعضاء البيولوجيّة الخارجيّة والداخلية: أي الأعضاء التناسليّة الواضحة في جسم الذكر أو جسم الأنثى من جهة، وأيضًا الجينات الوراثية والكروموسومات والهورمونات الداخليّة.
أغلبيّة البشر يولدون فعلًا ذكوراً أو إناثاً، ومن الممكن تحديد الجنس البيولوجي بسهولة، لكن تبقى نسبة صغيرة من البشر نطلق عليهم اسم ”Intersex“، وهؤلاء الأشخاص يولدون مع أعضاء تناسليّة (مشوّهة) أو غير واضحة، لذلك من غير الممكن الجزمُ بشكلٍ قاطع فيما إذا كان المولودُ ذكراً أم أنثى. يقوم الأطباء ُ في حالاتٍ عديدة بتحديد جنس المولود خلال فترةٍ قصيرة بعد الولادة، وذلك للجنس الأقرب إلى أعضائه، لكن في الآونة الأخيرة يوجد الكثير من الكلام في المجال الطبي بهدف عدم إجراء هذه العمليات وتعريف هؤلاء الأشخاص كجنسٍ ثالث.
لمركب الثاني: النوع الاجتماعيّ
وهو مركبٌ خارج عن الهويّة التي يحددها الشخص لنفسه بشكلٍ مباشر، وإنما هو التعريفات والوظائف الاجتماعيّة التي يعطيها المجتمع الحالي للمولود كذكر وكأنثى.
مثلًا، الذكور لهم الأعمال الجسديّة الشاقة، والإناث لهم تربية الأولاد وتحضير الطعام. أو مثلًا من المفترض على الأولاد من الذكور أن يلعبوا ألعاب حربٍ وقتال، والإناث أن يلعبن بالدّمى وغيرها من الأمور. وحتى إنه من المحدد أن اللون الأزرق للذكور واللون الزهر للإناث، إذ يُوضع كلٌّ منهما في سريرٍ حسب هذا اللون عند الولادة في المستشفى.
هنا ندخل لموضوع الـGender Roles (الوظائف الجندريّة) وما هي توقعات المجتمع من الشخص حسب إذا كان ذكر أم أنثى. وتختلفُ هذه الوظائف من مكانٍ لآخر في العالم، وطبعاً لم تكن متماثلة على مر الزمن وفي كل القبائل القديمة. لكن في عصرنا الحديث يوجد تعريفٌ واضح ومتفق عليه بين أغلبيّة المجتمعات لوظائف وصفات المرأة ووظائف وصفات الرجل، الذي هو طبعًا ليس بالضرورة أن يكون فعليًا هكذا، فهو ليس إلا نظرة المجتمع.
المركب الثالث: الميول الجنسي
عالم العلاقات الجنسيّة، هذا العالم وبسبب تقديسه والامتناع عن التفكير أو البحث به اجتماعياً أو دينياً، كان من الصعب لفترةٍ طويلة من الزمن التعرّف عليه أكثر أو فهمه بصورةٍ أعمق، فقد نشأنا جميعنا على مفهوم أن العلاقة الجنسيّة الوحيدة هي العلاقة بين الذكر والأنثى وذلك بهدف إنجاب الأطفال للعالم فقط. لكن تبيّن أن الموضوع، مثل ما تحدثنا سابقًا، له الكثير من المساحات الرمادية، ولا يقتصر فقط على الأبيض والأسود.
اقترح عالمٌ اسمه ”كنزي“ سلّماً تعريفيّاً لنوعيات الانجذاب. يقسّم سلّم ”كنزي“ الميول الجنسي للبشر من 0 حتى 6، حيث أن الرقم صفر يرمز للأشخاص المغايرين أو ما يُعرف بالـHetrosexual في اللغة العلميّة وهم الأشخاص الذين يميلون فقط للجنس البيولوجي المعاكس، أي ذكور مع إناث أو العكس. والرقم ستّه يرمز للأشخاص المثليين أو الـHomosexual، أيّ الذين يميلون فقط لأبناء جنسهم البيولوجي ذاته، أي ذكور مع ذكور وإناث مع إناث.
بحسب الأبحاث والاستطلاعات التي أُجريت على هذا الموضوع، تم الإستنتاج أنه ما يقارب الـ80% من البشر يقعون بين درجة 1 حتى درجة 5 على هذا السلّم، أي أنه فقط 20% من البشر يعرّفون أنفسهم كمثليين أو مغاييرين بشكلٍ مطلق. الأشخاص الذين يقعون على رقم 3 يُدعون ثنائيّي الميول أو Bisexual.
لاحقاً تمّ إضافة درجة ”X“ على السلّم وهي تعبّر عن اللاجنسيّة، أو الأشخاص الـAsexual أي الذين لا ينجذبون جنسياً لأيٍّ من الجنسين.
المثيرُ للاهتمام في الأمر أنّ الميول الجنسيّة المختلفة هذه موجودةٌ في الطبيعة أيضاً عند ما يزيد عن 1,500 صنفٍ من الكائنات الحية بشكلٍ طبيعي لا يؤثر على استمراريّة الجنس الحيّ.
حتى اليوم لم يقدر العلم أن يجزم بشكلٍ قاطع ويعرّف العامل المحدد للميول الجنسي للفرد، إن كان جينيّاً أم بيئياً. ولم يتم إيجاد أي رابط، من خلال أبحاثٍ عديدة، بين أحداث حياتيّة مثل التعرض للاغتصاب أو النمو مع أشقّاء من الجنس الآخر فقط أو عدم وجود أم أو أب في العائلة وبين المثليّة الجنسية.
من ناحية أخرى، اتّضح بأبحاثٍ على توائم متماثلين مثلًا، أنه من الممكن أن يكون أحد التوائم مثليّاً والآخر مغايراً، مع أن الاحتمال بأن يكون كلاهما مثليّين هو أكبر في هذه الحالة.
المركب الرابع: الهوية الجندرية
وهي إحساس ونظرة المرء لنفسه، كحاملٍ لصفات الرجولة أو الأنوثة، التي طبعاً قام المجتمع بتحديدها مثل ما ذكرنا في المركب الثاني: النوع الإجتماعي.
في أغلب الأحيان تتوافق الهويّة الجندريّة مع الجنس البيولوجي، لكن ليس بدرجة 100% طبعًا. هناك أشخاصٌ لا يشعرون بالتلائم بين جنسهم البيولوجي والنوع الاجتماعي لهذا الجنس، لهذا يقومون بتغيير جنسهم الجندري، في هذه الحالة نطلق عليهم اسم Transgender. وأمثلة على هذه الحالة، الذكور الذين يلبسون ملابس نسائية (حسب المعايير الإجتماعيّة)، والإناث اللاتي يقمن بقص شعرهنّ وارتداء ملابس رجال. ولكن ليس بالضرورة أن يكون التغيير ظاهرياً.
وفي حالاتٍ معينه أخرى، يختار الأشخاص إجراء عمليّة تحويل الجنس البيولوجي، أي تغيير الأعضاء التناسليّة والبنية الجسديّة خاصتهم عن طريق عمليات جراحيّة أو تعاطي أدوية أو حقنات معيّنة. وذلك لكي يستطيعوا أن يتحولوا للجنس الآخر، في هذه الحاله يطلق عليهم اسم Transexual (متحولون جنسيًا) ويكملون حياتهم بشكل طبيعي.
المركب الخامس: السلوك الجنسي
وهو باختصار الطريقة أو الطرق التي يستعملها أو يفضلها الفرد عند ممارسته للجنس. بدون علاقة بميوله أو دهويّته الجندريّة. أي مع من؟ مع كم شخص؟ كيف الطريقة أو الوضعيات الجنسيّة المفضّلة؟ عمر أو درجة بلوغ الشريك الجنسي وغيرها من الأمور. هنا ندخل إلى عالم ومواضيع مثل الـBDSM والممارسات الجماعيّة والبدوفيليا والجنس مع حيوانات والجنس مع الجثث وغيرها من الممارسات.
تحدّد المركبات الخمسة هذه الهويّة الجنسيّة للشخص، مع كل المركبات والتنوعات الموجودة في كل واحد منهم.
مثل ما وضحنا، القطبيّة ونظريّة الأبيض والأسود هو شيءٌ معدوم وغير صحيح علمياً عندما يتعلّق الأمر بالهويّة الجنسيّة للفرد، وإنما يوجد مساحات رماديّة كبيرة.
على كل حال، الهويّة الجنسيّة هي حرية الفرد الشخصية طالما لم يستغل أو يمس حرية أشخاص آخرين فيها، ومهما كانت غريبةً بالنسبه لنا اجتماعياً، فعلينا تقبلها واحترام حق كل فرد بتعريف نفسه كيفما يلائمه، ويتصرف كيفما يناسبه، ويقع بحب من يشاء.
استمر في القرائةكثيرة هي الأمور الي بتمييزنا إحنا كبشر٫ حسب إعتقادي كلها سببها تطوّري الي بحكي قصّة ملايين السنين من التطور والإنتقاء الطبيعي.
وحده من هاي الأمور هي النزعة الموجودة عنا الكل في إنزال المسؤلية عن أنفسنا. دايمًا بيجي عنا هاذ الميول في إنه نبرىء أنفسنا من المسؤلية ومن التأثير على الأمور الي بتهمنا.
هاذ النمط من التفكير بتسمى باللغة الإنجليزيّة Reactive او كيف بحب أسميّه في اللغة العربيّة الشخص المُدار٫ أي الشخص الي بعطي الظروف والأحداث هي تحدد كيف هو بشعر وبالتالي كيف بتصرّف وكيف بتكون ردّة فعله.
هون٫ عند الأشخاص اصحاب هذا النمط من التفكير٫ منسمع كثير جمل مثل “أكلولي٫ شربولي٫ عملولي”٫ او “مهو انا ولدة في كذا وكذا” او “كله بسبب الوضع٫ الوضع المادي٫ السياسي وغيرها”٫ او مرات جمل مثل “لإني عربي” او “مأنا بنتمي لهذه الطائفة او هذيك”. هيك أشخاص دائمًا منسمع منهم لوم لأشخاص أو جهات ثانيّة مثل الحكومة٫ الإدارة او الأهل.
وما تفهومني غلط٫ أحيانًا عنجد الأوضاع بتكون صعبه٫ عنجد بكون في لوم كبير على جهات معيّنه او بكون نشأة الإنسان بحسب الصدفة الجغرافيّة لولادته مش هويّنه.
الأشخاص المُدارين دايمًا رح يحاولوا إيجاد طرق لإلقاء اللوم على أطرف أخرى٫ وأحيانًا فعلًا في لوم كبير على الأطراف الأخرى٫ لكن في مثل في اللغة الانجليزيه بقول: No Matter how sharp you slice it there are always two sides.
اي انه من غير المهم قدي حاد منقسّم قطعة معيّنه٫ دايمًا رح نطلع مع قسمين.
واذا كل شخص فينا بده ينزّل المسؤلية عن نفسه ويعتبر حياته صعبه وغير قابله للتغيير بسبب ظروف معيّنه هو ما أختارها٫ كيف رح ييجي أشخاص مثل مارتن لوثر كينچ؟ منوين رح ييجي مبادرات إجتماعيّة إن كان في مجالات مثل المساواة الجندريّة٫ حقوق العمال٫ تطوير الثقافه والتعليم والإزدهار الإقتصادي.
وعشان هيك للإنسان في قدرة معيّنه موجودة عند كل شخص فينا٫وهي القدرة في الإختيار والقرار.
ومثل ما توني روبنس قال: “في لحظة قرارنا٫ مصيرنا بتحدد”.
وفعلًا٫ هون منقدر نكون Proactive او مُديرين في اللغة العربيّة. لأنه صحيح٫ في أمور ما منقدر نتحكّم فيها في الحياة٫ مثل الطقس٫ مثل كيف بعاملنا الشخص الي قبالنا٫ مثل حوادث الي بتصير مع الإنسان بشكل طبيعي.
لكن٫ الكل بوافقني انه صحيح ما عنا القدرة نتحكّم في المطر٫ لكن منقدر نختار اذا يصيبنا إحباط ونقعد في البيت٫ او نستغل الوقت في البيت٫ او حتى في أشخاص بتطلع تركض تحت المطر.
ويمكن ما منقدر نحدد للشخص الثاني انه ما يعاملنا بطريقة غير محترمة٫ لكن منقدر نقرر اذا نرد بنفس الطريقة او نحس بالسوء٫ او إنه نوخذ مسؤلية ونحل الأمور بطريقة ديبلوماسيّة.
من هون حابب كل شخص فيكم يسأل نفسه هاي الأسئلة:
كيف توجهك في الحياة؟ هل بتكتفي في المعرفه السطحيّة ولا بتفكر انه دائمًا لازم تبحث وتكون في تعلّم متواصل؟
كيف توجهك تجاه التغيير؟ هل بتعتبره عدم راحة ولا فرصه للتقدّم؟
كيف توجهك في الشغل؟ هل بتنجز الي عليك وبتقعد٫ ولا دائمًا بتحاول تخلق فرص جديدة وتزيد من فعاليّة عملك فوق شو مطلوب منك؟ الي طبعًا في الحالة الثانيه هذول هني الأشخاص الإحتماليّة الأكبر انهم يترقوا في عملهم لمناصب أعلى٫ بينما القسم الأول رح عالق في نفس المنصب او العمل لعشرات السنوات من الروتين والملل.
واذا بدنا نلخّص الفرق بين طريقة التفكير منقدر نقول إنه دائمًا رح يكون في أحداث في حياتنا٫ الشخص المُدار رح يركّز على الأمور الي ما بقدر يتحكّم فيها٫ والشخص المُدير رح يركّز على الأمور الي بقدر يتحكّم فيها٫ وبخذ مسؤلية على تسويّة الأمور لنتائج فعّاله.
ومثل ما دايمًا بقول: “إذ قمت بتكريس نصف الجهد الذي تبذله في التذمر على أمور٫ في تحسين هذه الأمور٫ لن يكون هناك أي أمر تتذمر عليه”.
لما نتعلّم نوخذ مسؤليّة على حياتنا٫ مشاعرنا٫ وردات الفعل الي عنا بغض النظر عن الظروف والأحداث الي بتصير معنا٫ وفقط عنها٫ ممكن نتحرر من العبوديّة لهاي الظروف ونقود حياتنا نحو الأفضل وتحقيق أنفسنا في هذا العالم.
استمر في القرائة
أغلبنا منمرق أو مرقنا تجارب صعبة في العلاقات العاطفيّة٫ الي أحيانًا بتنتهي في مآسي مثل خداع٫ خيانة أو إبتعاد مفاجئ بدون مبرر.
طبيعي في مثل هيك فترات نمرق في حالات نفسيّة صعبة٫ ممكن نهمل شغلنا٫ نهمل أصحابنا والناس الي حوالينا٫ وحتى ممكن يبطّل في عنا نفس للأكل أو لأي إشي ثاني.
اما المشكلة بتصير لما قسم منّا بخلّي الشخص الي غلبه في نهاية العلاقة٫ غلبة في الفترة الصعبة بعد الإبتعاد٫ في التعامل مع مشاعر الخيانة٫ في التذنيب الذاتي وغيرها٫ بتخليه يغلبة كمان مرّة!
أو بالأحرى يغلبة كل حياته لما بقول: ”أنا بطّلت أمّن لحدا“.
حتى لو منقولها بطريقة غير واعية٫ لكن بتضل عقدة جواتنا.
وهالعقدة بتخلينا نصير نتجنّب علاقات جدية٫ لإنه منكون خايفين يرجع يصير معنا مثل ما صار بالعلاقة السابقة.
أو منفوت بعلاقات لكن منضلّ كابحين أنفسنا عن إنه نحب ونتعلّق عشان خايفين نيقع كمان دور.
الاشي الي ما مننتبهله هو إنه٫ ولحسن الحظ٫ أصابع إيديك مش مثل بعض.
كل البشر مختلفين٫ في الخاينين٫ في اللطيفين٫ في الي بتقدر توثق فيهن٫ وفي الخبيثين.
المسألة هي إنه ما تخلّي إلي صار يكسر٫ وإنما يعلّمك. يعلّمك كيف تكشف الشخص عحقيقته وشو ممكن يتصرّف من بداية العلاقة٫ وهناك تكون قوي كفاي لحتى تقرر إذا تكمّل معاه أو لأ.
أما إنك تقفّل باب العلاقات في جنزير متين وقفل فقط لإنه الإكس كان خاين٫ عنيف٫ حقود أو خبيث٫ فهاذ بالضبط بعطيه الصلاحيّة إنه يغلبك٫ أو تغلبك٫ كمان مرّة في حياتك المستقبليّة.
شغله إلي أكيد ما بستحقها.
الشخص الصح لهاي الفترة زو لكل الحياة ممكن يكون كثير قريب٫ ما تكون ضعيف وتبّعد عنّة فقط لأجل شخص غلط كان بفترة غلط.
استمر في القرائة
بفكّر هاذ واحد من أكثر المواضيع إلي تم نقاشها في كل مرة تقتل إمرأة.
أولًا٫ كلنا كمجتمع مستنكرين للعنف بجميع أشكاله وضد أي فئة كانت بغض النظر عن الجنس٫ الدين٫ اللون٫ الميول وغيره٫ ولكن؛
مهم جدًا نفرّق بين ضحايا العنف إلي هو ثقافة مازالت مستشريّة في مجتمعنا بتنتج شجارات بين الناس٫ تصفية حسابات٫ نزاعات شخصيّة وغيره٫ وبين العنف الجندري.
ببساطة لإنه المرأة٫ بشكل عام٫ ما بتنتقل عشان صفّة سيارة٫ ولا عشان دخلت في شجار مع جارتها٫ ولا عشان بتحب تفرض سيطرتها على الشارع والي بحكي معها بتطخّه أو بطخّها٫ المرأة تقتل لسبب واحد - لإنها إمرأة.
كونها إمرأة هاذ شيء ما اختارته٫ ما إلها علاقة فيه وما بتقدر تغيّره. هاذ يختلف تمامًا عن إنها تكون ضحيّة بسبب فِعِل قامت فيه.
مجرّد كونها إمرأة هاذ بخليها تكون مُعرّضة للعنف والقتل بغض النظر عن إذا عملت شيء أو ما عملت؛ وهاذ ناتج عن المنظومة الذكوريّة تبعت المجمتع٫ عن مكانة المرأة المتدنية٫ عن سلطويّة الرجل على المرأة٫ وعن قلّة التمثيل النسائي في السياسة٫ الدين وغيرها من مراكز اتخاذ القرار الي بتقدر فيها تسمّع صوتها.
مكانة المرأة في المجتمع لوحدها بتخليها تكون فئة مستضعفه٫ بالرغم من إنها مش أقليّة٫ والي بخليها تكون عُرضه لعنف كلامي٫ جسدي وجنسي.
تمامًا مثل ما أقليات وفئات مستضعفة أخرى معرّضين أكثر للعنف مثل ذوي الاحتياجات الخاصّة (السخرية كمان عنف كلامي)٫ المُسنين٫ المثليين٫ وغيرهم.
بفكر طبيعي نتعاطف أكثر من جهة٫ ومن جهة ثانية كمان نفصل بين العنف الي يمارس على فئات معيّنه لأسباب ما اختارتها كفئة - مثل الجندر٫ العمر٫ الميول٫ والإعاقة - وبين العنف إلي ناجم عن اتخاذ فعل معيّن٫ خطوة معيّنة او لمجرّد كون الإيچو تبعنا كثير عالي وما منسمح لحدا يقلنا "زيح سيارتك".
النساء تُقتل لكونهن نساء٫ لكونهن عايشات في منظومة بتبرر العنف ضدهن بحجّة "الشرف" أو "التأديب" أو لمجرّد إنه "لازم تسكت عشان بيتها واولادها".
لهيك - لازم نتوجّهله بشكل مُستقل٫ مُنفصل٫ ومباشر.
استمر في القرائة